أصغر نائبة رئيس بلدية في دير علا

صباح أبو العمّاش

رغم صغر سنها إلا أن صباح أبو العماش أصبحت أصغر نائبة رئيس بلدية في منطقة دير علا، تقول صباح: “عمري 27 سنة، بعد أن نجحت بالثانوية العامة درست الكمبيوتر في مصر وحصلت على تقدير امتياز مع مرتبة الشرف، عدت إلى بلدي بطموح كبير، تقدمت بطلب قرض وقمت بفتح صف دراسي لمساعدة طلبة المدارس بأجر رمزي، لم يكن الأمر مجدياً في السنة الأولى لكنه تحسن قليلاً في السنة الثانية حيث أصبح لدي عدد من طلبة الثانوية العامة مما جعلني أشعر بتطور مشروعي الصغير. إلا أن الأوضاع ازدادت صعوبة مما أدى بي إلى التزام البيت في العام 2016.

وتتابع صباح قائلةً: وفاة والدي في كانون الثاني 2017 شكلت صدمة كبيرة لي وزادت العبء على كاهلي، كوني الإبنة الوحيدة التي لا زالت تعيش في بيت العائلة مع والدتها، التحقت بدورة تدريبية بعنوان “جواز سفر للنجاح” والتي كنت أتمنى أن تكسر حاجز الملل واليأس الذي تملكني بعد الظروف الصعبة التي مررت بها، ولكنها لم تفعل ذلك وحسب، بل أبرزت هذه الدورة التي نفذتها شركة Cowater من خلال مشروع SEED لدي مواهب وقدرات لم أكن ألحظها في نفسي من قبل، وفتحت الدورة آفاقاً جديدة لدي مكنتني من إعادة ترتيب أولوياتي فأصبحت خدمة مجتمعي واحدة منها حيث بدأت أفكر كيف يمكنني أن أعمل على إقناع المجتمع باستخدام أساليب الطاقة المتجددة في حياتهم وكيف من الممكن أن أكون شخصية مؤثرة في المجتمع لحملهم على تغيير ثقافتهم في هذا الصدد، فبدأت فوراً بوضع خطة لمستقبلي وعليه اتخذت قراراً بترشيح نفسي للانتخابات البلدية التي ستمكنني من خدمة مجتمعي ونشر فكر الطاقة المتجددة الذي أطمح أن يصبح منتشراً في كل بيت ومنشأة”.

تستعرض صباح الصعوبات التي واجهتها خلال حملتها الانتخابية فتقول: “كان عدد المرشحين في منطقتنا 12 مرشحاً منهم 4 سيدات وكنت أنا إحداهن، وكوننا من منطقة يسودها النظام العشائري فإن لكل عائلة مرشح وبالتأكيد سوف يكون تصويت كل عائلة لمرشحها، مما زاد من حاجتي لعقد لقاءات مع المجتمع المحلي أكثر من غيري من المرشحين، ومن هنا جاءت الفرصة لاستخدام وتفعيل الأدوات والمهارات التي اكتسبتها خلال الدورة، كان الجميع يراهن على عدم فوزي بمقعد في المجلس البلدي، إلا أن مهاراتي الجديدة واصراري جعلاني أستمر وأحقق النجاح الذي كان مجرد حلم قبل التحاقي بالدورة. فها أنا اليوم نائبة رئيس المجلس البلدي وعضواً فاعلاً في المجتمع بفضل مشروع SEED الذي لا أستطيع أن أنكر فضله في تدريبي ووضعي على أول الطريق”. وتضيف صباح:”أتمنى أن أكون قدوة لأقراني كما أتمنى أن يستفيد جميع أبناء منطقتي من مشروع SEED  والدورات القيمة التي يقوم بتنفيذها كما أتمنى أن أحقق هدفي في نشر ثقافة الطاقة المتجددة في مجتمعي”.